للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدْ مِلْتُ إليهم (١) ومِنِّي مالُوا ... قلبي نهبوا ومِنْ حياتي نالوا

إذ قلت بما أعيشُ قولوا قالوا ... بالحبِّ فعِشْ وحُبُّهُم قتالُ

ومن أحسن ما قيل في هذا قصيدة المرتضى الشهرزوري ذكرها ابن خَلِّكان بطولها في ترجمته من " تاريخه " (٢) لحسنها، ومن أولها:

لَمَعَتْ نارُهم وقد عَسْعَسَ اللَّيـ ... ـلُ وملَّ الحادي وحار الدليلُ

فتأملتُها وقلبي (٣) من البَيْـ ... ـن عليلٌ ولَحْظُ عيني كليلُ

وفؤادي ذاك الفؤاد المُعَنَّى ... وغرامي ذاك الغرامُ الدخيلُ

ومن آخرها:

نارُنا هذه تُضيء لِمَن يَسْرِ ... ي بليلٍ لكنها لا تُنيلُ

مُنتهى الحظِّ ما تزوَّدَ مِنها اللحـ ... ـظُ والمدركونَ ذاك قليلُ

جاءها من عرفت يبغي اقتباساً ... وله البَسْطُ والمُنى والسُّولُ

فتعالت عن المنال وعزَّتْ ... عن دُنُوٍّ إليه وهو رسولُ

فبقينا كما عَهِدْتَ حَيارَى ... كُلُّ حدٍّ من دونها مغلولُ (٤)

نقطع (٥) الوقت بالرَّجاء وناهيـ ... ـك بقلبٍ غِذاؤُه التعليلُ

كلما ذَاقَ كَأسَ يأسٍ مَريرٍ ... جاء كأسٌ من الرجا مَعسُولُ

هذه حالُنا وما بلغ (٦) العِلْـ ... ـمُ إليه وكلُّ حالٍ يحولُ


= ويُشترط في الدوبيت أن لا يقال منه إلاَّ بيتان بيتان في أي معنى يريده الناظم، ولا يجوز فيه اللحن.
(١) في (أ) و (ف): منهم.
(٢) ٣/ ٤٩
(٣) في " وفيات الأعيان " وفكري.
(٤) في " الوفيات ": كل عزم من دونها مخذول.
(٥) في " الوفيات ": ندفع.
(٦) في " الوفيات ": وصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>