للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشاعر (١):

كِلا ثَقَلَيْنا طامع (٢) بِغَنيمةٍ ... وَقَدْ قَدَرَ الرحمن ما هو قادر

انتهى كلام الجوهري.

وفي كتب الكلام أن القدر يكون بمعنى الكتابة، وأنشدوا فيه:

واعلم بأنَّ ذا الجلال قد قَدَرْ ... في الصُّحفِ الأولى التي كان سَطَرْ

أمرَكَ هذا فاجْتَنِبْ منه النَّتَرْ (٣)

وهذا معنىً صحيحٌ تشهد له الأحاديث الصحاح كما يأتي.

وأما القضاء فقال الجوهري (٤): هو الحكم، وقضى: حكم، ومنه قولُه تعالى: {وَقَضَى ربُّك ألاَّ تَعْبُدوا إلاَّ إيَّاهُ} [الإسراء: ٢٣].

وقد يكونُ بمعنى الفراغ، تقول: قضيتُ حاجتي، وقد يكونُ بمعنى الأداء والإنهاء، تقول: قضيتُ دَيْني، ومنه قوله تعالى: {وَقَضَيْنا إلى بَني إسرائيل في الكِتاب} [الإسراء: ٤]، وقوله: {وَقَضَيْنا إليه ذلك الأمرَ} [الحجر: ٦٦] أي: أدَّيناه إليه وأبلغناه ذلك.

وقد يكون بمعنى الصنع والتقدير، وقال أبو ذُؤَيب:


(١) هو إياس بن مالك بن عبد الله المُعَنَّى كما في " اللسان ".
(٢) في الأصلين: " طالع "، والمثبت من الصحاح.
(٣) الرجز غير منسوب في " الصحاح " ٢/ ٨٢٢، وهو للعجاج في " اللسان " و" تاج العروس " (نتر).
و" النَّتْر ": هو الضعف في الأمر والوَهْن.
(٤) ٦/ ٢٤٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>