للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعَلَيْهما مَسْرُودَتانِ قَضَاهُما ... داود أو صنع السَّوابِغ تُبَّعُ (١)

ويقال: قضاه أي: صنعه وقدره، ومنه قوله يعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سماواتٍ} [فصلت: ١٢].

ومنه القضاء والقدر ... إلى قوله: وقَضَّوا بينهم منايا بالتشديد، أي: أنفذوها (٢).

وقال القاضي عياض في " المشارق " (٣): قضى صلاته، أي: فرغ منها، ومنه: فلما قضينا مناسكنا، وقضى الله حَجَّنا ... ، إلى قوله: قال الأزهريُّ (٤) قضى في اللغة يرجِعُ إلى انقطاع الشيء وتمامه والانفصال منه، يقال: قضى بمعنى حتم، ومنه: قضى أجلاً، أي: أتَمَّه وحَتَمه، ومنه: " فإن الله قضى على نفسه سمع الله لمن حمده "، أي: حتم ذلك وحكم بسابق قضائه بإجابة قائله.

ويأتي بمعنى الأمر: {وقَضَيْنا إليهِ ذلك الأمْرَ} [الحجر: ٦٦].

وبمعنى الفصل في الحكم، ومنه: {يَقْضِي بينهم} [في آيات منها: يونس: ٩٣] ومنه: قضى الحاكم، وقضى دينه، وكلُّ ما أُحْكِمَ عمله، فقد


(١) هو من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي، مطلعها:
أمِنَ المنون ورَيبها تتوجَّعُ ... والدهرُ ليسَ بمُعتبٍ من يجزعُ
والبيت في " جمهرة أشعار العرب " ص ٢٦، و" ديوان الهذليين " ١/ ١٩، والمفصل " ص ١١٧، و" المخصص " ١٣/ ٣٤، و" إصلاح المنطق " ص ٥٠٨، و" المفضليات " ص ٤٢٨، و" معاني الشعر " ص ١١٤، و" نظام الغريب " ص ٩٨، و" اللسان " (قضى)، و" معجم مقاييس اللغة " ٥/ ٩٩، و" تهذيب اللغة " ٢/ ٣٨ و٨/ ٢٥١ و٩/ ٢١٢ - ٢١٣.
(٢) في الأصلين: " أبعدوها "، والتصوبب من " الصحاح " و" اللسان ".
(٣) ص ١٨٩ - ١٩٠.
(٤) في " تهذيب اللغة " ٩/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>