للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -، وفي يده كتابان فقال: " أتدرون ما هذان الكتابان؟ " فقلنا: لا يا رسول الله، إلا أن تخبرنا، فقال للذي في يده اليمنى: " هذا كتابٌ من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أُجْمِل على آخرهم لا يُزاد فيهم، ولا ينقُصُ منهم أبداً " ثم قال للذي في شِماله: " هذا كتابٌ من رب العالمين فيه أسماءُ أهل النار، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أُجمل على آخرهم لا يزيد فيهم ولا ينقص منهم أبداً " فقال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله إن كان قد فُرِغَ منه؟ فقال: " سدِّدوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عَمِلَ أيَّ عملٍ، وإن صاحب النار يُختم له بعمل أهل النار، وإن عمل أيَّ عملٍ " ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيديه فنبذهما، ثم قال: " قد فرغ ربكم من العباد فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير ".

خرجه الترمذي (١)، قال: وفي الباب عن [ابن] عمر، وهذا حديث حسن


(١) أخرجه أحمد ٢/ ١٦٧، والترمذي (٢١٤١)، والنسائي في " الكبرى " كما في " التحفة "، والآجري في " الشريعة " ص ١٧٣ - ١٧٤، وعثمان بن سعيد الدارمي في " الرد على الجهمية " ص ٧٩ - ٨٠، وابن أبي عاصم (٣٤٨)، وأبو نعيم في " الحلية " ٥/ ١٦٨ - ١٦٩ من طرق عن أبي قبيل حُيي بن هانىء، عن شُفي بن ماتع عن عبد الله بن عمرو.
قلت: وأبو قبيل: وثقه غير واحد، وقال ابن معين في رواية عثمان بن سعيد الدارمي: ثقة، وضعفه في رواية الساجي، وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: كان يخطىء، وقال الحافظ في " التقريب ": صدوق يهم، وقال في " تعجيل المنفعة " ص ٢٧٧: ضعيف لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة.
قلت: هو حسن الحديث، إلاَّ أن في حديثه هذا نكارة، فقد قال الذهبي في " الميزان " ٢/ ٦٨٤ فيه وقد رواه من حديث عبد الله بن عمر بنحوه .. وسيرد عند المؤلف ص ٤٢٩ - ٤٣٠: هو حديث منكر جداً، ويقضي أن يكون له زنة الكتابين عدة قناطير.
وقال العلامة علي القاري في " شرح المشكاة " ١/ ١٤٢ تعليقاً على قوله: " ما هذان الكتابان ": الظاهر من الإشارة أنهما حسيان، وقيل: تمثيل واستحضار للمعنى الدقيق الخفي في مشاهدة السامع حتى كأنه ينظر إليه رأي العين، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لما كُوشف له بحقيقة هذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>