للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحاديثه في " صحيحه " ورواه الهيثمي في كتابه " مجمع الزوائد " (١) وعزاه إلى الطبراني، وأحمد بن حنبل. وقال: رجال أحمد رجال الصحيح.

وتولى حمل الرأس بشر بن مالكٍ الكندي، ودخل به على ابن زياد وهو يقول:

املأ ركابي فضةً وذهبا ... أنا قتلتُ الملكَ المُحجبا

قتلت خير الناس أماً وأبا (٢)

وقد صدق هذا القائل الفاسق في المديح وتقريظ هذا السيد الذبيح، ولقي الله بفعل القبيح.

وأمر عبيد الله بن زيادٍ من قوّر رأس الحسين حتى يُنْصَبَ في الرمح، فتحاماه أكثر الناس، فقام طارق بن المبارك، فأجابه إلى ذلك وفعله، ونادى في الناس، وجمعهم في المسجد الجامع، وصَعِدَ المنبر، وخطب خطبة لا يحل ذكرها، ثم دعا عبيد الله بن زياد زُحر بن قيس الجعفي، فسلم إليه رأس الحسين ورؤوس أهله وأصحابه، فحملها حتى قدموا دمشق، وخطب زُحَرُ خطبة فيها كذبٌ وزورٌ، ثم أحضر الرأس ووضعه بين يدي يزيد، فتكلم بكلامٍ قبيح وقد ذكره الحاكم والبيهقي وغير واحد من أشياخ أهل النقل بطرقٍ ضعيف وصحيح (٣).


(١) ٩/ ١٩٤، وكذا أورده الحافظ ابن كثير في " تاريخه " ٨/ ٢٠٢، وقوى إسناده.
(٢) الرجز في الطبري ٥/ ٤٥٤، والقرطبي في " التذكرة " ص ٥٦٦، وابن عبد البر في " الاستيعاب " ١/ ٣٧٨، وابن كثير في " تاريخه " ٨/ ١٩٩، وتمامه عندهم
وخيرهم إذ ينسبون نسبا
وزاد القرطبي بعد:
في أرض نجد وحرا ويثربا
(٣) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " منهاج السنة " ٤/ ٥٥٦ - ٥٥٨:
والذين نقلوا مصرع الحسين زادوا أشياء من الكذب، كما زادوا في قتل عثمان، وكما =

<<  <  ج: ص:  >  >>