للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= أنا، فقال: " أما تَرضَيْن أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة ".
ورواه ابن حبان (٧٠٩٦) ولفظه أنها قالت: من أزواجُك في الجنة؟ قال: " أما إنك منهن ". وانظر تمام تخريجه فيه.
وقال ابن كثير ٦/ ٤٠٧: وقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} وهذا نصٌّ في دخول أزواج النبي - (صلى الله عليه وسلم) - في أهل البيت ها هنا، لأنهن سببُ نزول هذه الآية، وسبب النزول داخلٌ فيه قولاً واحداً، إما وحده على قول، أو مع غيره على الصحيح.
وروى ابن جرير، عن عكرمة أنه كان ينادي في السوق: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} نزلت في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، وهكذا روى ابن أبي حاتم قال: حدثنا علي بن حرب الموصلي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}، قال: نزلت في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، وقال عكرمة: من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فإن كان المراد أنهنَّ كن سببَ النزول دون غيرهن، فصحيح، وإن أُريد أنهن المراد فقط دون غيرهن، ففي هذا نظر فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعم من ذلك.
ثم قال: ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - داخلات في قوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، فإن سياق الكلام معهن، ولهذا قال تعالى بعد هذا كله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَة}، أي: اعملن بما ينزل الله على رسوله في بيوتكن من الكتاب والسنة، قال قتادة وغير واحد: واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس، أن الوحي ينزِلُ في بيوتكن دون سائر الناس وعائشة بنت الصديق أولاهن بهذه النعمة وأحظاهن بهذه الغنيمة، وأخصّهن من هذه الرحمة العميمة، فإنه لم ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فراش امرأة سواها، ولم يَنَمْ معها رجل في فراشها سواه، فناسب أن تُخَصَّصَ بهذه المزية، وأن تفرد بهذه الرتبة العلية، ولكن إذا كان أزواجُه من أهل بيته، فقرابته أحق بهذه التسمية، كما تقدم في الحديث: " وأهل بيتي أحق ": وهدا يُشبه ما ثبت في صحيح مسلم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال: " هو مسجدي هذا ". فهذا من هذا القبيل؛ فإن الآية إنما =

<<  <  ج: ص:  >  >>