للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الثالث: عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا أسلم العبد، فحَسُنَ إسلامه، كتب الله له كل حسنةٍ كان أزلفها، وكان بعد ذلك القصاص كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف، والسيئة بمثلها إلاَّ أن يتجاوز الله عنها " أخرجه النسائي، واختصره البخاري تعليقاً عن مالك، ولم يذكر الحسنة (١). ذكره ابن الأثير في " جامع الأصول " (٢) في حرف الفاء في أول الباب التاسع في فضائل أعمال وأقوال في الفصل الأول منه.

الحديث الرابع: عن ابن عباس، قال: جلسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه جبريل، فقال: حدثني ما الإسلام ... وساق الحديث إلى أن قال: حدثني ما الإحسانُ، قال: " أن تعمل لله كأنَّك تراهُ، فإن كنتَ لا تراهُ، فإنه يراك ". رواه أحمد وهو (٤٣٣) من مسنده من " جامع ابن الجوزي " وهو حديث حسن من حديث شهر عن ابن عباس (٣).

ويشهد لذلك ما رواه مسلمٌ والنسائي وابن ماجه من أهل الكتب الستة، وأحمد من أهل المسانيد من طرقٍ عن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن عبد الرحمن بن عبد ربِّ الكعبة، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر حديثاً طويلاً فيه تخويفٌ عظيمٌ من الفِتَنِ، وفيه: " فمن أحبَّ منكم أن يُزَحْزَحَ عن النار ويدخل الجنة، فليُدْرِكه موته وهو مؤمنٌ بالله واليوم الآخر، وليأْتِ إلى الناس ما يحبُّ أن يُؤتَى إليه ". رواه مسلم في المغازي، والنسائي في البيعة، وابن ماجة في الفتن، وذكر أبو داود بعضه في الفتن (٤).

وهذا أمرٌ صحيحٌ يشهد له كتاب الله كما تقدم في قوله تعالى: {والذي


(١) أخرجه النسائي ٨/ ١٠٥، وعلقه البخاري (٤١).
(٢) ٩/ ٣٥٨.
(٣) تقدم تخريجه ص ٢٦٤ من هذا الجزء.
(٤) أخرجه أحمد ٢/ ١٦١ و١٩١، ومسلم (١٨٤٤)، والنسائي ٧/ ١٥٣، وأبو داود (٤٢٤٨)، وابن ماجه (٣٩٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>