للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه أبو داود في " المراسيل " (١) عن سعيد بن جبير، والمرسلُ عندنا مقبولٌ، وقد أثنى يحيى بنُ معينٍ (٢) على مرسلاتِ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، وقال: هي أحبُّ إليَّ مِنْ مرسلاتِ عطاء، رواه الترمذيُّ. قال في كتاب " الغاية ": وقد رُوِيَ الحديثُ مسنداً أيضاًً.

فإن قلت: قد زالت العلَّةُ، فيزول الحُكْمُ؟

قلت: قد زالَتِ العِلَّةُ في زمانه - صلى الله عليه وسلم - بعد فتح مَكةَ، واستمرَّ الحُكْمُ كما استمر في غُسل يوم الجُمَعَةِ (٣)، والسَّعْي (٤)، والطَّوافِ (٥) بعدَ زوال


(١) رقم (٣٤) باب: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، بتحقيقنا، وفي سنده شريك بن عبد الله، وهو سيىء الحفظ، فالحديث مع كونه مرسلاً سنده ضعيف.
على أنَّه لم يرد في هذا المرسل أن ذلك كان في الصلاة.
وقول صاحب الغاية: " وقد روي الحديث مسنداً " لم أقف عليه، ولا إخال ذلك يصح.
(٢) هذا وهم من المؤلف، فإن الذي أثنى عليها هو يحيى بن سعيد القطان، وليس يحيى بن معين. روى ذلك عنه علي بن عبد الله المديني كما في " علل الترمذي " الملحق بالجزء الخامس من جامعه ٥/ ٧٥٤ الذي نقل عنه المؤلف، و" شرح العلل " ١/ ٢٧٤ لابن رجب.
وفي " التهذيب " ٤/ ١٤ من ترجمة سعيد بن جبير: وقال ابن أبي خيثمة: رأيتُ في كتاب علي -يعني ابن المديني-: قال يحيى بن سعيد: مرسلات سعيد بن جبير أحب إليَّ من مرسلات عطاء ومجاهد.
(٣) انظر " شرح السنة " ٢/ ١٦٠ - ١٦٥، و" سنن أبي داوود " (٣٥٢) و (٣٥٣).
(٤) أخرج البخاري (١٦٤٩)، والنسائي ٥/ ٢٤٢ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنما سعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الصفا والمروة ليري المشركين قوته. وانظر " جامع الأصول " ٣/ ١٨٦ - ١٨٩.
(٥) في " صحيح البخاري " (١٦٠٢) في الحج، باب: كيف كان بدء الرَّمَل من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فقال المشركون: إنه يقدم عليكم وقد وهنهم حمى يثرب، فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرملوا الأشواط الثلاثة، وأن يمشوا بين الركنين، ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم. والرمل: هو الإسراع، وهو شبيه بالهرولة. وانظر " جامع الأصول " ٣/ ١٦٢ - ١٦٣. =

<<  <  ج: ص:  >  >>