للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:

العظيم" هذا ما تطرق إليه المحدث الشيخ عبد الله ابن الزكي حيث قال في " ختم صحيح البخاري " (١): ولما كانت النية سابقة للعمل، بدأ بها في المقال رعاية للمقام، وختم بحديث موازين الأعمال لأنها انتهاء غاية التمام. فالبخاري بدأ بالنية التي يتوقف عليها صلاح العمل وفساده، وختم بالميزان الذي يتبين به مصير الإِنسان من سعادة أو شقاء، تنبيهاً للقارىء إلى إخلاص النية في البداية، لما يترتب عليه من ثقل الميزان في النهاية، وذلك غاية المرام وحسن الختام والله أعلم.

الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي وابن ماجة. والمطابقة: في قوله: " ثقيلتان في الميزان " حيث دل ذلك على وزن أعمال بني آدم، وهو ما ترجم له البخاري.

وقد تم الفراغ من تأليف هذا الكتاب - بمدينة المصطفي عليه الصلاة والسلام، في أيام عيد الفطر المبارك من عام ألف وأربعمائة وثمانية هجرية، نحمدك اللهم يا من بنعمته تتم الصالحات، على ما وفقتنا إليه من إتمام هذا الشرح، ونسألك ونضرع إليك وأنت القائل: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) أن تمنحه القبول، وتنفع به الناس، وأن تجعله لنا ذخراً في الدار الآخرة، إنك سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

...


(١) وهي " رسالة في ختم صحيح البخاري " للشيخ عبد الله بن الزكي عثرت على نسخة منها مخطوطة للمؤلف في مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بالمدينة المنورة.

<<  <  ج: ص: