أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ.
ــ
١٨٥ - " باب ييدي ضَبْعَيْهِ ويجافي في السجود "
" يبدي ضَبْعيه " بفتح الضاد وتسكين الباء تثنية ضَبْع وهو العضد، أي يبعد عضديه عن جنبيه.
٢٢٥ - ترجمة الراوي: وهو عبد الله بن مالك بن بحينة، بضم الباء وفتح الحاء، اسم لأمه، فإنه كان ينسب رضي الله عنه تارة إلى أبيه فيقال: ابن مالك، وتارة إلى أمه فيقال: ابن بحينة. كما في سنن أبي داود، أما البخاري هنا فقد نسبه إلى أبيه وأمّه معاً، وهو عبد الله رضي الله عنه بن مالك الأزدي، حليف بني المطلب، أسلم قديماً، وكان ناسكاً فاضلاً يصوم الدهر، توفي في إمارة مروان الأخيرة على المدينة رضي الله عنه.
معنى الحديث: يحدثنا عبد الله بن بحينة رضي الله عنه " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى " أي إذا سجد في صلاته " فرّج بين يديه " أي باعد بين يديه وجنبيه يقال: فَرَجَ يَفْرِجُ على وزن ضرب يضرب، وفرَّج يُفَرِّجُ على وزن فرَّح يُفَرِّحُ بتخفيف الراء وتشديدها " حتى يبدو بياض إبطيه " بكسر الهمزة، وسكون الباء تثنية إبْطٍ، قال في المصباح: والجمع آباط، مثل حمل وأحمال، أي كان يبعد يديه عن جنبيه حتى يظهر وينكشف بياض إبطيه. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي.
ويستفاد منه: أنه يستحب للرجل التفريج بين عضديه وجنبيه أثناء السجود وإبعادهما عن بعضهما، قال الشوكاني: حتى إن ظاهر بعض الأحاديث يدل
(١) قال السفاقسي: الضبْع ما تحت الإبط، ومعنى يبدي ضبعيه أي لا يلصق عضديه بجنبيه.