٨٧٨ - عن سَلَمَةَ بْنِ الأكْوَعْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - عَيْنٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وَهُوَ في سَفَرٍ، فَجَلَسَ عِنْدَ أصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ، ثم انْفَتَلَ، فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اطْلُبُوهُ واقتُلُوهُ " فقَتَلَهُ، فَنَفَّلَهُ سَلَبَهُ.
ــ
المشرك، وهو أخذ المال من الأسير المشرك مقابل إطلاق سراحه، أو إطلاق أسير مسلم بدلاً عنه، قال في " الإفصاح ": اتفقوا على أن الإِمام مخير في الأسارى بين القتل والاسترقاق، واختلفوا هل هو مخير فيهم بين الفداء، والمن، وعقد الذمة، فقال مالك والشافعي وأحمد: هو مخير فيهم أيضاً بين الفداء بالمال وبالأسارى وبين المن عليهم، وقال أبو حنيفة: لا يمن ولا يفادي، وأما عقد الذمة فقال مالك وأبو حنيفة: هو مخير في عقد الذمة عليهم، وقال الشافعي وأحمد: ليس له ذلك لأنهم قد ملكوا. ثانياً: أنه لا محاباة في الأحكام الشرعية، ولذلك ساوى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين عمه العباس وغيره في أخذ الفداء. الحديث: أخرجه البخاري. والمطابقة: في كون الحديث دليلاً على الترجمة.
٧٧٥ - " باب الحربي إذا دخل دار الإِسلام بغير أمان "
٨٧٨ - معنى الحديث: أن المشركين أرسلوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - جاسوساً في غزوة حنين، جاء يركض على جمل أحمر أناخه ثم انتزع حبلاً من جعبته فقيد به الجمل، ثم تقدم وجلس مع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحدث إليهم، وأكل معهم ليطمئنوا إليه ويتعرف على أحوالهم، قال الراوى:" ثم انفتل " أي ثم انصرف على هيئة مريبة تبعث على الشك حيث خرج يشتد أي يسرع في سيره، فأتى جمله فأطلق قيده، ثم قعد عليه، فاشتد به، أي أسرع في سيره، فشخصت إليه الأبصار وتنبه له الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتأكد من جاسوسيته،