للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٥ - " بَابُ الْفَهْمِ في الْعِلْمِ "

٥٧ - عنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:

كُنَّا عِنْدَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فأتِيَ بِجُمَّارٍ، فَقَالَ: "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ الْمُسْلِمِ، فَأرَدْتُ أنْ أقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ، فَإِذَا أرنا أصْغَرُ الْقَوْمِ، فَسَكَتُّ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "هِيَ النَّخْلَةُ".

ــ

٤٥ - " باب الفهم في العلم "

أراد البخاري هنا أن يثبت بالأحاديث الصحيحة أن الفهم قدر زائد على العلم الذي هو مطلق الإدراك، لأنه قوة ذهنيَّة يتوصل بها إلى استنباط الأشياء الدقيقة التي قد يصل إليها الفهم ولا يصل إليها العلم.

٥٧ - معنى الحديث: يقول ابن عمر رضي الله عنهما: " كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتي بجمّار فقال: إن من الشجر شجرة مثلها مثل المسلم " بفتح الميم والثاء أي أن هناك شجرة غريبة بين الأشجار الأخرى، تشْبه المسلم في صفاته الطيبة، وفي رواية " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة " إلخ " فأردت أن أقول: هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم: فسكت " أي فنظرت إلى الحاضرين من أجلاء الصحابة وشيوخهم، فوجدت نفسي أصغرهم سناً، فسكت عن الجواب حياءً وتكريماً وتوقيراً لكبار السن منهم. " قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هي النخلة " وأجاب بما توقعت وإنما عرف ابن عمر أن تلك الشجرة هي النخلة من " الجُمّار " الذي أهدي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في قوله " فأردت أن أقول هي النخلة ".

ويستفاد منه: أن الفهم قدر زائد على العلم، وأنه قوة ذهنية يتوصل بها صاحبها عن طريق الاستنباط إلى ما لا يتوصل إليه غيره من العلماء، كما

<<  <  ج: ص:  >  >>