انْطَلَق النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - في طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ، وقد حِيلَ بَيْنَ الشَيّاَطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاء، وأرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتْ الشَيّاَطِينُ إلى قَوْمِهِمْ، فقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ فَقَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قَالُوا: مَا حَال بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلَّا شَيءٌ حَدَثَ، فاضْرِبُوا مشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهِا، فانْظرٌوا
ــ
أي شيء سنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بفعله ومواظبته عليه، وترغيب الناس فيه.
ثالثاً: أن الإِسرار بالقراءة في الصلاة السرية، والجهر بها في الصلاة الجهرية سنة ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لقول أبو هريرة:" فما أسمعنا رسول الله أسمعناكم، وما أخفى عنا أخفينا عنكم ". والمطابقة: في قوله: " في كل صلاة يقرأ " حيث يدخل في ذلك صلاة الفجر ويشملها عمومه.
٢٩٨ - " باب الجهر بقراءة صلاة الفجر "
٣٥٢ - معنى الحديث: يقول ابن عباس - رضي الله عنهما " انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ " أي ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - مع جماعة من أصحابه إلى سوق عكاظ، لينتهز فرصة وجود القبائل فيه أثناء انعقاده، فيعرض عليهم الإِسلام " وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء " أي وكان خروجه - صلى الله عليه وسلم - إلى سوق عكاظ بعد أن حُجِبَ الشياطين ومنعوا من استراق السمع، وسلط الله عليهم الشهب (١) تحرقهم، وتحول
(١) والشهب جمع شهاب، وهو شعلة نازية تخرج من الكوكب متجهة نحو الشيطان فتحرقه وتحول بينه وبين ما يريد.