قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّ مِن الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وِإنَّها مِثْلُ الُمسْلِمِ فَحَدِّثُونِي مَاْ هِيَ؟ فوقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ الْبَوَادِي، وَوَقَعَ في نَفسِي أنَها النَّخْلَةُ، فاسْتَحييْتُ ثم قالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهَ؟ قَالَ: " هِي النَّخْلَةُ ".
ــ
[٣٨ - باب قول المحدث حدثنا وأخبرنا وأنبأنا]
٤٨ - الحديث: أخرجه الشيخان.
معنى الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طرح يوماً على أصحابه بعض الأسئلة فقال: " إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم " أي هناك شجرة لا يسقط ورقها في الخريف كبقية الأشجار الأخرى وهي تُشْبه المسلم في كثرة خيراتها، وتعدد منافعها، فكما أنَّ المسلم يُنتفَع به في كل شيء، فيكرِم الجار، ويقري الضيف، ويغيث الملهوف، فكذلك هذه الشجرة المباركة ينتفع بكل أجزائها " فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر الوادي " أي فظن الناس أنها من أشجار البادية " ووقع في نفسي أنها النخلة " يعني وخطر في بالي أن هذه الشجرة هي النخلة، لأنها هي التي تدوم خضرتها، ولا يسقط ورقها، ويكثر نفعها، ويستفاد من جميع أجزائها من جذع وثمر، وجريد وليف وغيره، " فاستحييت " أي فمنعني عن الإِجابة توقير غيري من كبار الصحابة " ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة " كما وقع في نفسي.
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: مشروعية الحوار والنقاش العلمي وتشبيه