للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

" كتاب التعبير "

قال الحافظ: التعبير خاص بتفسير الرؤيا، وهو العبور من ظاهرها إلى باطنها، ويقال: عبرت الرؤيا: إذا فسرتها وعبرتها بالتشديد للمبالغة في ذلك. اهـ. وقد استطاع علماء المسلمين من خلال ما قصه الله عز وجل علينا في القرآن من رؤى وتفسيرها كرؤيا يوسف، ومن خلال الرؤى التي رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفسرها، ورآها أصحابه، وفسَّرها لهم، ومن خلال القواعد المستنبطة والاستقراءات الواسعة أن يتوصلوا إلى تفسير الرؤيا الصادقة، والتمييز بينها وبين غيرها من الرؤى الشيطانية والنفسية، وأن يعرفوا ماذا تعني رموز الرؤى الربانية، لأن الغالب في الرؤى أن تكون رمزية، كما نرى ذلك واضحاً في رؤيا يوسف عليه السلام، والتعبير خاص بالرؤيا الصادقة الصحيحة، وليس كل ما يراه الإنسان يكون صحيحاً، وإنما الصحيح ما كان من الله تعالى. وقد يكون ظاهرها مخيفاً وباطنها مبشراً. ولهذا كان التأويل الخاطىء (١) في غاية الخطورة حتى قالوا: إن تعبير الرؤيا في كثير من الأحوال يشبه الفتوى، ولكل رؤيا مفاتيحها وقد يكون مفتاحها في اسم أو إشارة خفية. ولما كانت الرؤيا تغلب عليها الرمزية، فإن المعبر قد يخطىء في تفسيرها كثيراً، ولذللث كان التعبير ظنياً لا قطعياً، ولهذا قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا) أما أنواع الرؤيا فقد تحدثنا عنها في مواضع كثيرة: منها " باب كيف كان بدء الوحي " عند أول حديث عائشة حيث قالت: "أول ما بدىء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة ".


(١) " أوجز المسالك " ج ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>