عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:" الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى، وَذَهَبَ أصْحَابُهُ حتى إِنَّهُ لَيَسمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أتَاهُ مَلَكَانِ فأقْعَدَاهُ، فَيَقُولانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَيَقُولُ: أشْهَدُ أنَّهُ عَبْدُ اللهِ
ــ
بعد تكبيرة الإِحرام لقوله: " ليعلموا أنّها سنة " أي ليعلموا أن قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة سنة ثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول الشافعي وأحمد وقال أبو حنيفة ومالك: لا يقرأ فيها بالفاتحة، وإنما يقتصر فيها على الثناء على الله (١) والصلاة على نبيه - صلى الله عليه وسلم - لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ". والمطابقة: في قوله: " صلى على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب ". الحديث: أخرجه أيضاً أبو داود والترمذي.
١٩١ - " باب الميت يسمع خفق النعل "
٥٢٧ - معنى الحديث: يحدثنا أنس رضي الله عنه: " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: العبد إذا وضع في قبره، وتولى، وذهب أصحابه " أي إذا دفن وبدأ أصحابه ينصرفون عنه، " حتى إنه ليسمع قرع نعالهم "، أي في ذلك الوقت الذي يسمع فيه صوت نعال المشيعين، وهي تضرب الأرض أثناء مشيهم، " أتاه ملكان فأقعداه فيقولان " أي جاءه ملكان، وهما منكر ونكير فيجلسانه فيقولان له: " ما كنت تقول في هذا الرجل محمد - صلى الله عليه وسلم - " ولم يقولا ما تقول في هذا النبي أو غيره من ألفاظ التعظيم، لقصد امتحان
(١) فيقول: الحمد لله الذي أمات وأحيا والحمد لله الذي يحيي الموتى له العزة والكبرياء والملك والقدرة والثناء.