قَامَ أعرَابٌِّي فَبَالَ في الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " دَعُوهُ وَهَرِيْقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ، أوْ ذَنُوباً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَم تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ ".
ــ
ويستفاد منه: وجوب غسل البول عن الذكر بالماء حتى لا يبقى منه شيء وهو ما ترجم له البخاري.
١١٧ - " باب صب الماء على البول في المسجد "
١٤١ - معنى الحديث: يقول أبو هريرة رضي الله عنه " قام أعرابي فبال في المسجد فتناوله الناس " أي سلطوا عليه ألسنتهم، وأغلظوا له في القول وفي رواية فزجره الناس " فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: دعوه " أي اتركوه حتى يتم بوله، ولا تقطعوه عنه، لأنه ربما أدّى ذلك إلى الإِصابة بحصر البول، أو أدّى انتقاله من مكان لآخر إلى تلويث عدة مواضع من المسجد بدل موضع واحد " وأهريقوا على بوله سجلاً " بفتح السين وسكون الجيم " من ماء " أي وصبوا على موضع بوله دلواً كبيراً من الماء. " إنما بعثتم ميسرين " في تعليم الناس أمر دينهم. الحديث: أخرجه الستة.
ويستفاد منه: أن الأرض تطهر من النجاسة بكثرة صب الماء، وهو مذهب الجمهور وقال أبو حنيفة: لا تطهر حتى تحفر إلى المكان الذي وصلت إليه القذارة إن كانت رخوة يتسرب الماء إلى داخلها. والمطابقة: في قوله: " وأهريقوا على بوله سجلاً من ماء ".