٢٠٩ - " بَابُ الأسِيرِ والْغرِيمِ يربَطُ في الْمَسْجِدِ "
٢٤٩ - عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:" إِنَّ عِفْرِيتَاً من الْجِنِّ تفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَىَّ الصَّلَاةَ فأمكَنَنِي اللهُ مِنْهُ، فأرَدْتُ أنْ أرْبِطَهُ إِلَى سَارِية مِنْ سَوارِي الْمَسْجِدِ حتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظرٌوا إلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أخي سُلَيْمَانَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلكاً لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي. قَالَ رَوْح، فَرَدَّهُ خَاسِئَاً ".
ــ
٢٠٩ - " باب الأسير والغريم يربط في المسجد "
الغريم: هو المدين المحكوم عليه شرعاً بالسجن لمطله أو لسبب آخر.
٢٤٩ - معنى الحديث: يحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن عفريتاً من الجن " أي إن شخصاً متمرداً من الجن، والجن أجسام نارية قابلة للتشكل بأشكال مختلفة، وهم مخلوقات غير منظورة لنا، مكلفون مثلنا، منهم المؤمنون والكافرون والعصاة، ومنهم الطيب والخبيث، وهو الذي تحدث عنه في هذا الحديث " تفلت عليّ البارحة " أي أن هذا المارد من الجن تعرّض لي أثناء الصلاة " ليقطع علّي الصلاة " أي ليشغلني به، ويقطع علي الخشوع في الصلاة، بتشويش أفكاري، ويحول بيني وبين قبلتي، وبيني وبين مناجاة ربي، وليس معناه أنه يبطل عليه صلاته ويفسدها عليه، لأن مجرد وسوسة الشيطان لا تقطع الصلاة، " فأمكنني الله منه " أي فأقدرني الله على ذلك الشيطان فدفعته عن نفسي، وفي رواية مسلم " فذعتُّه " أي خنقته " فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد، حتى تصبحوا وتنظروا إليه " مقيداً نهاراً وأولاد المدينة يلعبون به "فذكرت