للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣٠ - " بَابُ فَرْضِ الْجُمُعَةِ "

٣٩٠ - عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُِ:

أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " نَحْنُ الآخِرُونَ، السَّابِقُونَ يَوْمَ لْقِيَامَةِ، بَيْدَ أنَّهُمْ أوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمْ الذي فرَضَ

ــ

فيها خطبة بليغة، استهلها بقوله: " الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه، وأؤمن به ولا أكفره " وأوصى فيها المسلمين بالتمسك بالتقوى. وختمها بقوله: " فأكثروا ذكر الله، وأعملوا لما بعد الموت، فإنه من أصلح ما بينه وبين الله يكفيه ما بينه وبين الناس، ذلك بأن الله يقضي على الناس، ولا يقضون عليه، ويملك من الناس، ولا يملكون منه، الله أكبر ولا قوة إلّا بالله العِّلي العظيم " (١).

٣٣٠ - " باب فرض الجمعة "

٣٩٠ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " نحن الآخرون، السابقون يوم القيامة " أي: نحن معشر الأمة المحمدية وإن تأخرنا عن غيرنا من اليهود والنصارى في الزمن، فقد تقدمنا عليهم في الشرف والقدر والمنزلة، وكان لنا عليهم السبق يوم القيامة، لأنّ هذه الأمة أول من يحشر، وأول من يحاسب، وأول من يدخل الجنة. " بيد أنّهم أوتوا الكتاب قبلنا "، أي فلم يسبقونا بشيء إلاّ بكونهم أعطوا التوراة والإِنجيل قبل أن نعطى القرآن، وليس هذا بفضيلة لهم، لأن كتابنا مهيمن على كتبهم، وشريعتنا ناسخة لشرائعهم " ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم " أي ثم إنّ هذا اليوم الذي هو يوم الجمعة كان هو اليوم الذي شرعه الله عيداً لهم وفرضه عليهم، كما


(١) " تاريخ الطبري ".

<<  <  ج: ص:  >  >>