أَنَّ رَجُلاً قَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ إنِّي لأتَأخَّرُ عن صَلَاةِ الغَدَاةِ مِنْ أجلِ فُلَان مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، فما رَأيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في مَوْعِظَةٍ أشَدَّ غَضَبَاً مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، ثمَّ قَالَ:" إنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ فَأيكُمْ مَا صَلَّى بالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ والْكَبِيرَ وذَا الْحَاجَةِ ".
ــ
٢٨٠ - " باب تخفيف الإِمام في القيام وإتمام الركوع والسجود "
٣٢٨ - معنى الحديث: يحدثنا أبو مسعود رضي الله عنه " أن رجلاً قال: والله يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة الغداة " أي شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من تطويل معاذ في القراءة في الصلاة، وأقسم على أنه يتغيب عن صلاة الصبح بسبب هذا التطويل، وهو معنى قوله:" من أجل فلان مما يطيل بنا " أي بسبب تطويله وإنما خص بالذكر صلاة الغداة، - وهي الصبح- لأن التطويل فيها أكثر، ولأن الانصراف منها وقت التوجه إلى الأعمال، كما أفاده العيني، " فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موعظة أشد غضباً منه يومئذٍ " أي لم أره في موعظة من مواعظه السابقة أشد غضباً من غضبه في تلك الموعظة التى وجهها إلى الناس في ذلك اليوم، " ثم قال: إن منكم منفرين " أي إن بعض أئمتكم ينفرون الناس عن صلاة الجماعة، بسبب كثرة تطويلهم فيها " فأيكم ما صلى بالناس فليتجَوّز " أي فليخفف في القراءة والقيام مع إتمام الركوع والسجود " فإنّ فيهم الضعيف " بسبب مرض أو عاهة أو غير ذلك " والكبير " في السن " وذا الحاجة " من أصحاب الأعمال.