للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٣٨ - " بَابُ الرُّؤيَا مِنَ اللهِ "

١١٨٨ - عَنْ أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

أنَّهُ سَمِعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " إِذَا رَأى أحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا، فإنَّمَا هِيَ مِنَ اللهِ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فإنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيَطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، ولا يَذْكُرْهَا لأحَدٍ فإنَّهَا لا تَضُرُّهُ ".

ــ

١٠٣٨ - " باب الرؤيا من الله " (١)

١١٨٨ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله " أي إذا رأى في منامه ما يسرّه فإنما هي بشارة له " فليحمد الله " أي فليشكر الله عليها، لأنها نعمة من نعمه، أو لأنهاه تبشره بنعمة " وليحدث بها " من يوده ويثق به لما جاء في حديث مسلم " فإن رأى رؤيا حسنة فليستبشر ولا يخبر إلاّ من يحب " " وإذا رأى غير ذلك مما يكره " من الرؤيا القبيحة التي يكره صورتها، أو يكره تأويلها " فإنما هي من الشيطان " أي فإنما هي خيالات شيطانية يصوّرها الشيطان لنفس النائم في منامه، ليخوفه بها من ذلك أن يريه وحشاً يفترسه ولا حقيقة لذلك في الواقع " فليستعذ من شرها " عند انتباهه من نومه ليستجير بالله ويتحصّن به منها (٢) " ولا يذكرها لأحد " أي ولا يخبر بها أحداً على وجه التعبير، ولو كان حبيباً " فإنها لا تضره " أي فإنه إذا استعاذ بالله منها، ولم يحدِّث بها أحداً، ولم يعبرها له أحد لم تؤذه، بخلاف ما لو عبرها له أحد، فإنه يخشى من وقوعها، لأن الرؤيا كما في الحديث " على رجل طائر إذا عبرت وقعت ". الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة:


(١) يريد رحمه الله تعالى أن التعبير الإسلامي يفرّق بين الرؤيا الصادقة والرؤيا الشيطانية في التسمية، فيسمى الأولى رؤيا، ويسمى الثانية حلماً للتمييز بينهما، بخلاف اللغة.
(٢) أي يسأل الله أن يحفظه من المخاوف والوساوس التي تحدثها في نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>