للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال البخاري:

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - " باب كيف كان بدءُ الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (١)

ــ

(بسم الله الرحمن الرحيم)

١ - " باب كيف كان بدءُ الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "

أقول وبالله التوفيق: جرت عادة المصنِّفين على إطلاق لفظ الباب على مجموعة من المسائل العلمية المشتركة في حكم واحد، وعلى هذا جرى البخاري حيث ذكر في هذا الباب الأحاديث المتعلقة بالوحي، وكيف بدأ وتدرج من مرحلة إلى أخرى، ومن رؤيا منامية إلى وحي صريح. كما ذكر فيه الأحاديث المتعلقة بالوحي المحمدي وتقرير صحته وثبوته وصدقه. ولا شك في أن تصدير البخاري. كتابه بباب بدء الوحى أمر في غاية المناسبة، والإِبداع والتوثيق العلمي. فإنّ فيه إشارة صريحة إلى أن ما بين دفتيه من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - هو وحى إلهي، وكذلك السنة الصحيحة كلها. قال يحيى بن كثير: كان جبريل ينزل بالسنَّة كما ينزل بالقرآن، أخرجه الدارمي، وقال عز وجل: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله ". أما الوحي فله معنيان معنى لغوي ومعنى شرعي وإنْ شئتَ قلت: له في اللغة معان عديدة، وله شرعاً معنى واحد. فالوحي لغة يأتي لعدة معان وهي:

(أ) الإشارة الحسية باليد والعين وغيرهما، كما قال الشاعر:


(١) حديث "إنما الأعمال بالنيات ... " سيأتي شرحه وافياً صفحة (١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>