أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:" أرَأَيْتُمْ لَوْ أن نَهَراً بِبَابِ أحدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْساً، ما تَقُوْلُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا: لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئَاً، قَالَ: فذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَواتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا ".
ــ
٢٤٣ - " باب الصلوات الخمس كفارة "
قدم البخاري هذا الباب فوضعه بعد باب فضل الصلاة لوقتها ولكني أخرته هنا ليكون بعد الأبواب المذكورة فيها أوقات الصلوات الخمس.
٢٨٩ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم فيغتسل فيه كل يوم خمساً، ما تقول ذلك يبقي" بضم الياء في أوله وكسر القاف " من درنه " أي أخبروني لو وجد أحدكم نهراً أمام منزله يغتسل فيه خمس مرات يومياً أتظنون أن ذلك الاغتسال المتكرر يبقي شيئاً من أوساخه البدنية؟ " قالوا: لا يبقي من درنه شيئاً " لأن الاغتسال مرة واحدة في اليوم كاف لتنظيف البدن فكيف إذا كان خمس مرات " قال: فذلك مثل (١) الصلوات الخمس " أي فإن الصلوات الخمس تشبه الاغتسال خمس مرات في اليوم، فإذا كان الاغتسال، بمثل ذلك العدد ينظف الجسم من الأقذار، ويحميه من الميكروبات التي تسبب له الأمراض البدنية، فإن الصلوات الخمس تكفر السيئات، وتمحوها من كتاب الحفظة، كما تحمى النفس وتقيها من الخطايا التي لم تقترفها بعد، وتطهرها أيضاً من جميع الأمراض النفسية من القلق والحقد
(١) بكسر الميم وسكون الثاء، ويجوز فتح الميم والثاء.