قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللهَ وَرَسولَهُ، فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللهِ أتحِبُّ أن أقتُلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأْذَنْ لِي أن أَقُولَ شَيْئاً، قَالَ: قُلْ، فَأتاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلنَا صَدَقَةً وَإنَّهُ قَدْ عَنَّانا، وَإنِّي قَدْ
ــ
النضير بالرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما وقعت حين ذهب إليهم يطلب منهم مساعدته في دية الرجلين الذين قتلا من بني عامر، وهما إنما قتلا بعد أحد لا قبلها، وكانت نهاية أمرهم الجلاء عن المدينة، وقد أنزل الله تعالى في شأنهم سورة الحشر، ولهذا كان ابن عباس رضي الله عنهما يسميها سورة بني النضير. أما بنو قريظة فإنهم كما في حديث الباب لما نقضوا العهد قتلوا وصودرت أموالهم، وسبيت ذراريهم ونساؤهم كما سيأتي. والمطابقة: في قوله: " فأجلى بني النضير ".
٨٤٧ - " باب قتل كعب بن الأشرف "
ولم يكن كعب يهودياً، ولكنه كان عربياً نبهانياً، وأخواله من بني النضير، وهم بطن من طيء، وكان طويلاً جسيماً ذا بطن وهامة، وكان وسيماً جميل الصورة كما يدل عليه الحديث.
٩٨٧ - معنى الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد ندب أصحابه ودعاهم إلى قتل كعب بن الأشرف، فقال: " من لكعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله " أي من يقتله منكم، ويريحنا من شره وأذاه، ويفوز بأجر ذلك وثوابه، فإنه استحق ذلك لشدة إيذائه لله ورسوله، فتصدى لذلك محمد بن مسلمة غير أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأذن له في أن يقول لكعب كلاماً ظاهره