كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَانْكَسَفَتِ الشَّمْسُ، فقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَجُرُّ رِدَاءَهُ، حتى دَخَلَ الْمَسْجدَ، فَدَخَلْنَا، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ حتى انْجَلَتِ الشَّْمسُ، فقالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّ الشَّمْس والْقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحدٍ، فَإذا رَأيتُمُوهُمَا فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يَنْكَشِفَ مَا بِكُمْ ".
ــ
٣٧٤ - " باب الصلاة في كسوف الشمس "
٤٣٩ - معنى الحديث: يقول أبو بكرة رضي الله عنه: " كنا عند رسول الله فانكسفت الشمس، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - يجرَّ رداءه "، أي قام - صلى الله عليه وسلم - مسرعاً فزعاً من ذلك الكسوف؛ حتى اضطربت حركته البدنيّة، فجرّ رداءه بسبب شدة الخوف الذي أصابه، كما في حديث أسماء حيث قالت:" ففزع فأخطأ بدرع "، أي فلبس الدرع بدلاً عن الثوب، بسبب انشغال خاطره، كما أفاده الحافظ " فصلّى بنا ركعتين "، أي: فصلى بنا صلاة الكسوف في المسجد ركعتين عاديتين، كل ركعة بركوع واحد كما في حديث النعمان بن بشير " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى حين كسفت الشمس مثل صلاتنا يركع ويسجد ".
"قال القاري: أي من غير تعدد الركوع، وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة " فصلّى ركعتين وأربع سجدات " أخرجه النسائي " حتي انجلت الشمس "، أي استمر يصلي حتى ظهرت. " فقال: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد " أي: لموت كبير أو حدوث أمر عظيم كما يزعمه الجاهليون " فإذا رأيتموهما " مكسوفين " فصلوا " أي: فعليكم بالصلاة والدعاء حتى ينجليا.