والحيض لغة: من حاض السيل: إذا فاض، والماء التدفق بغزارة. ويطلق أيضاً على نفس الجريان، سواء كان الجاري ماءً أو عيره من السوائل، تقول العرب: حاض الوادي إذا سال، وحاضت الشجرة سال منها الصمغ، وحاضت المرأة سال منها دم الحيض، فهو مصدر يطلق على السيلان، واسم يطلق على المادة السائلة. أما الحيض شرعاً: فهو كما في " تيسير العلام ": دم جعله الله من رحمته وحكمته في رحم المرأة غذاء لجنينها، فإذا وضعت تحول إلى لبن يرضعه طفلها، فإذا كانت غير حامل ولا مرضع برز الزائد منه في أوقات معلومة وله ألوان مختلفة حمرة وصفرة وكدرة، ولهذا عرفه خليل بقوله:" الحيضُ دَمٌ كَصُفْرَةٍ أو كُدْرَةٍ خَرَجَ بِنَفْسِهِ مِنْ قُبُل مَنْ تَحْمِلُ عَادَةً " قال الحطاب: يخرج بهذا التعريف دم النفاس لأنّه بسبب الولادة، ودم البكارة لأنه بسبب الافتضاض، ودم الاستحاضة لأنه بسبب علة أو فساد. اهـ.
فإن هذه الأنواع ليست حيضاً لأنّها لا تخرج بنفسها، وإنما بأسباب أخرى، وإنما قال:" من قُبُلِ من تحمل عادة " لأن الصغيرة واليائس لا تحيضان.
أما الحامل، فإنها تحيض عند المالكية والشافعية، خلافاً للحنفية والحنابلة.
والحكمة في الحيض: تغذية الإِنسان في بطن أمه جنيناً وتغذيته باللبن رضيعاً، قال ابن قدامة: فإذا حملت -المرأة- انصرف الحيض لتغذية الجنين بإذن الله تعالى، فإذا وضعت الولد قلبه الله بحكمته لبناً يتغذى به الطفل اهـ. ومن