أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:" يُصَلُّونَ لَكُمْ، فَإِنْ أصَابُوا فَلَكُمْ، وِإنْ أخْطَؤوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ ".
ــ
ومعناه: أطيعوا ولي الأمر مطلقاً شريفاً كان أو وضيعاً، عظيماً كان أو حقيراً، حراً أو عبداً، سواء كان أميراً أو قاضياً، أو صاحب شرطة، ونحو ذلك فيما فيه طاعة الله. الحديث: أخرجه أيضاً ابن ماجة.
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: صحة إمامة العبد في الصلاة كما ترجم له البخاري لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن استعمل حبشي " فإنه يدخل في ذلك الإِمام (١).
قال ابن قدامة: وهذا قول أكثر أهل العلم. وروي عن عائشة أن غلاماً لها كان يؤمها، وصلى ابن مسعود وحذيفة وأبو ذر وراء أبي سعيد مولى أبي أسيد وهو عبد، وقال مالك: لا يؤمهم إلا أن يكون قارئاً، وهم أميّون.
والمطابقة: في قوله: " وإن استعمل حبشي ".
٢٧٨ - " باب إذا لم يتم الإِمام وأتم من خلفه "
٣٢٦ - معنى الحديث: يحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه " أن رسول -الله - صلى الله عليه وسلم - قال: يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم " أي سيكون بعدي أئمة يصلون بكم ويؤمونكم في صلاة الجماعة، فإن أصابوا في صلاتهم بأدائها في وقتها صحيحة مستوفية لجميع أعمالها صحت صلاتهم وصلاتكم، وكان لكم أجركم، ولهم أجرهم، " وإن أخطأوا " أي ارتكبوا خطأً يؤدّي إلى
(١) فإنه يدل على أن ولي الأمر لو استعمل على الرعية إماماً في الصلاة وكان ذلك الإِمام عبداً مملوكاً صحت إمامته وصحت صلاتهم خلفه.