أنَّ رَجُلاً أسْوَدَ اوْ امْرَأةً سَوْدَاءَ كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فمَاتَ، فَسَألَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْهُ، فَقَالُوا، مَاتَ، فَقَالَ:" أفَلَا آذَنْتُمونِي، دُلُّوني عَلَى قَبْرِهِ، أوْ قَالَ: عَلَى قَبْرِهَا " فَأتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
ــ
٢٠٨ - "باب كنس المسجد"
٢٤٨ - معنى الحديث: يحدثنا أبو هريرة رضي الله عنه في حديثه هذا " أن رجلاً أسود أو امرأة سوداء كانت تقم المسجد " أي كانت على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - تكنس المسجد وتنظفه، وتجمع القمامة منه، لتلقيها خارج المسجد. " فماتت " فلم يعلم - صلى الله عليه وسلم - بها، " فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها فقالوا: ماتت " أي فأخبره أبو بكر الصديق بأنّها ماتت كما أفاده العيني " فقال: أفلا آذنتموني " أي فعاتبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على عدم إخباره بوفاتها " ثم قال: " دلوني على قبرها " لأصلي عليها فوق قبرها، وفي رواية مسلم قال - صلى الله عليه وسلم -: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله تعالى ينورها لهم بصلاتي عليهم " فصلى عليها " صلاة الجنازة عند قبرها، وفي الحديث عن خارجة ابن زيد بن ثابت عن عمه قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما ورد البقيع إذ مرَّ بقبر جديد (١) فسأل عنه، فقيل: فلانة أي فأخبروه بأنها تلك المرأة التي كانت تقم المسجد، واسمها أم محجن فعرفه قال: " ألا آذنتموني بها " أي ألا أعلمتموني بوفاتها، فإن صلاتي عليها رحمة لها، ثم أَتى القبر فصففنا خلفه فكبر عليه أربعاً. أخرجه ابن حبان.