للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٤٢ - " بَابُ البُكَاءِ عِنْدَ الْمَرِيض "

٥١٦ - عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:

اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شَكْوَى لَهُ فأتَاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَعُودُه مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وسعدِ بْنِ أبي وَقَّاصٍ وعبدِ اللهِ بْنِ مَسعُودٍ، فلمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ في غاشِيَةِ أهْلِهِ، فقَالَ: قَدْ قَضَى؟ قَالُوا: لا يَا رَسُولَ اللهِ فبكَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلمَّا رَأى الْقَوْمُ بُكَاءَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - بَكَوْا، فَقَالَ: " ألا تَسْمَعُونَ إنَّ اللهَ لا يُعَذِّبُ بِدَمْع الْعَيْنِ، ولا بِحُزْنِ القَلْبِ، ولكنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا وأشَارَ إلى لِسَانِهِ أوْ يَرْحَمُ، وَإنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أهْلِهِ عَلَيْهِ ".

ــ

٤٤٢ - " باب البكاء عند المريض "

٥١٦ - معنى الحديث: يقول ابن عمر رضي الله عنهما: " اشتكى سعد بن عبادة شكوى له " أي اشتكى من مرض أصابه وألزمه الفراش " فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده فلما دخل عليه، فوجده في غاشية أهله " أي وجده مغمى عليه بين أهله، " فقال: قضى؟ "، أي هل مات، " قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبي - صلى الله عليه وسلم - " إشفاقاً وحزناً عليه، " فقال: ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب " أي إن الله لا يعاقب الإِنسان ولا يجازيه على بكائه وحزنه، لأنهما خارجان عن إرادته " ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم " أي وإنما يحاسب الله الإنسان على ما يصدر من لسانه فيعذبه، أو يثيبه بسببه. فإن قال ما يغضب الله من النياحة أو الضجر والجزع عاقبه الله، وإن قال ما يرضي الله من الحمد والاسترجاع أنعم الله عليه في الدنيا بالخلف، وفي الآخرة بالجنة. الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في قوله: " فبكى النبي - صلى الله عليه وسلم - ".

<<  <  ج: ص:  >  >>