عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:" مَا بَيْنَ بَيْتي ومِنْبَرِي رَوْضَة مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي ".
ــ
٤١٧ - " باب فضل ما بين القبر والمنبر "
٤٨٨ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما بين بيتي ومنبري " أى: إن البقعة الواقعة بين بيت عائشة ومنبره الشريف - صلى الله عليه وسلم - " روضة من رياض الجنة " حقيقة بمعنى أنها قطعة منها كالحجر الأسود والنيل والفرات فتنقل إليها يوم القيامة، كما أفاده الزرقاني " ومنبري على حوضي " أي ويقع منبره الشريف على موضع حوضه المورود الذي يكرمه الله به يوم القيامة، ويكرم به أمته - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية النسائي:" ومنبري على ترعة من ترع الجنة "، وترجم البخاري بذكر القبر، وأورد الحديث بلفظه، لأن القبر صار في البيت، وقد دفن في بيت سكناه - صلى الله عليه وسلم -. الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في كون ما بين البيت والمنبر روضة من رياض الجنة، وهذا يدل على فضل ما بينهما كما ترجم له البخاري.
فقه الحديث: دل الحديث على فضل الروضة المشرفة على سواها من بقاع الأرض حيث أخبرنا - صلى الله عليه وسلم -: أنها من بقاع الجنة حقيقة لا مجازاً. قال ابن أبي جمرة: فيكون الموضع المذكور روضة من رياض الجنة الآن، ويعود روضة في الجنة كما كان، وللعامل فيها روضة في الجنة. اهـ. وفيه استحباب الصلاة في الروضة لدلالة الحديث على أن للعامل فيها روضة من رياض الجنة، ولهذا قال الخطابي: من لزم طاعة الله في هذه البقعة آلت الطاعة به إلى روضة من رياض الجنة.