للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٧ - " بَابُ مَنْ أعَادَ الْحَدِيثَ ثَلَاثاً لِيُفْهَمَ عَنْهُ "

٧٢ - عَنْ أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - أنَهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أعَادَهَا ثَلَاثاً حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ، وِإذَا أتى عَلى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِم، سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثَاً".

ــ

تنشأ عنها مضرة، كأن يكون السائل منسوباً إلى غير أبيه، فيفتضح أمره بسبب هذا السؤال مثلاً.

ويستفاد من هذا الحديث ما يأتي: أولاً: أن من حق العالم أن يغضب على السائل إذا سأل عما فيه مضرة، أو لا يتناسب مع الموضوع، فلا ينبغي للطالب أن يخرج من موضوع لآخر أو يسأل في موضوع الدين عن أمور لا علاقة لها به، قال في فيض الباري: وإنما غضب النبي - صلى الله عليه وسلم - لكونه بعث لتعليم الشرائع، فجعل بعضهم يسألونه عن المغيبات. قلت: وأيضاً لأن كثرة هذه الأسئلة قد تؤدي إلى أجوبة تسيء إلى سمعة السائل أو غيره، فما كل مرة تسلم الجرة. ثانياًً: فضل عمر رضي الله عنه ودقة ملاحظته. الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في قوله فلما أكثر عليه غضب.

٥٧ - " باب من أعاد الحديث ثلاثاً ليفهم عنه "

٧٢ - معنى الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - " كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً " أي إذا تكلم بالجملة (١) من القول أعادها ثلاث مرات " حتى تفهم عنه " أي من أجل أن يفهمها المخاطبون ويستوعبوا معناها، لأنّ التكرار أعْوَن على الحفظ (٢) وقد قال الشاعر:


(١) فالمراد بالكلمة هنا الجملة قال ابن مالك: وكلمة بها كلام قد يؤم.
(٢) فيض الباري للشيخ محمد أنور الكشميري ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>