كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ في حُجرَتِهِ وجِدَارُ الْحُجْرَةِ قَصِير فَرَأى النَّاسُ شَخْصَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَامَ أنَاس يُصَلّونَ بِصَلَاتِهِ فَأصْبَحُوا فَتَحَدَّثُوا بذلِكَ، فَقَامَ لَيْلَةَ الثَّانِيَةِ، فقامَ مَعَهُ أنَاس يُصَلّونَ بِصَلَاِتهِ صَنَعُوا ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ أو ثَلَاثَاً، حتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، جَلَسَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فلم يَخْرُجْ، فَلَمَّا أصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ النَّاسُ فَقَالَ:" إِنِّي خَشِيتُ أنْ تُكْتَبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةُ اللَّيْلَ ".
ــ
٢٨٥ - " باب إذا كان بين الإِمام وبين القوم حائط أو سترة "
٣٣٣ - معنى الحديث: تقول عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل في حجرته " أي في حجرة عائشة كما أفاده الطحاوي، أو في حجرة من حصير بالمسجد " فرأى الناسُ شخص النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام أناس يصلِّون بصلاته " أي يأتمون به في تلك الصلاة، وهم خارج الحجرة، بينه وبينهم حائل " فأصبحوا فتحدثوا بذلك " أي فأخبر الحاضرون في تلك الليلة الغائبين فيها فتسامع الناس فبدؤوا يتكاثرون " فقام ليلة الثانية، فقام معه أناس "، أي فصلى معه جماعة من الناس أكثر من الليلة الماضية " صنعوا ذلك ليلتين أو ثلاثاً " أي صلُّوا معه ليلتين أو ثلاث ليالٍ " حتى إذا كان بعد ذلك جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته، فلم يخرج " إليهم، ولم يصل بهم، " فلما أصبح ذكر ذلك الناس "، أي سألوه عن سبب انقطاعه عن الصلاة في تلك الحجرة " فقال: إني خشيت أن تكتب عليكم صلاة الليل " أي إني خفت أن تواظبوا عليها فتفرض عليكم. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود.