لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبو بَكْرٍ وَبِلال، فَكَانَ - صلى الله عليه وسلم - أبو بَكْرٍ إِذَا أخَذَتْهُ الْحُمَّىْ يَقُولُ:
٦٨٣ - معنى الحديث: أن المدينة كانت قبل هجرته - صلى الله عليه وسلم - موبوءة كثيرة الحميات والأمراض المعدية، فلما قدم إليها - صلى الله عليه وسلم - ومعه أصحابه المهاجرون انتشرت فيهم الحمى فأصابت أبا بكر وبلالاً وغيرهم، فأحسوا بالغربة واشتاقوا إلى مكة، واستوحشت نفوسهم من المرض الذي أصابهم " كان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
يريد رضي الله عنه أنّ المرض قد أخذ منه كل مأخذ، وكابد من آلام الحمى وتجرع كؤوس مرارتها حتي أصبح في حالة سيئة، تتراى له أشباح المنون بين حين وآخر يقال له عند الصباح:" أنعِمْ صباحاً وهو في غاية القرب من الموت بل هو أقرب إليه من شراك نعله " والشراك بكسر الشين أحد سيور النعل. أما بلال فإنه كلما أفاق من غشيته حن إلى مكة وربوعها، وأخذ