٤٢ - " بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - رُبَّ مُبَلَّغٍ أوْعَى مِنْ سَامِع "
٥٣ - عن أبي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَعَدَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى بَعِيرِهِ، وأمسكَ انْسَان بِخِطَامِهِ أو بِزِمَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: أيُّ يَوْم هذَا؟ فسكتنَا حتى ظَنَنَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيْهِ سوى اسْمِهِ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أليْس يَوْمَ النَّحْرِ، قُلْنَا بَلَى، قَالَ: فأيُّ شَهْرٍ هذَا؟ فَسَكَتنا حتَّى ظَنَنَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْر اسْمِهِ، فَقَالَ: أليْس بذي الْحِجَّةِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وأمْوَالَكُمْ
ــ
فإنهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم. " وأما الآخر " وهو الذي انصرف ولم يجلس " فأعرض فأعرض الله عنه " أي فإن كان قد انصرف كارهاً فقد باء بسخط الله وغضبه، وإن كان له عذره فقد حُرِمَ من شرف ذلك المجلس وثوابه.
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: أن من آداب المجالس العلمية وغيرها أن يجلس القادم حيث ينتهي به المجلس، ويشمل ذلك النوادي الأدبية والمساجد والمجتمعات العامة أو الخاصة، كما ترجم له البخاري، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أثنى على من جلس خلف الحلقة ولم يزاحم غيره. ثانياًً: أن مجالس العلم هي مجالس الخير ورياض الجنة، من جلس إليها كان في كنف الله تعالى، وفاز برضوانه، وآواه الله إليه. ثالثاً: أنه يستحب لمن وجد فرجة في الحلقة أن يجلس فيها. والمطابقة: في قَوله وأما الآخر فجلس خلفهم.
٤٢ - باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ربَّ مبلغ أوعى من سامع "
٥٣ - الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي.
معنى الحديث: يقول أبو بكرة رضي الله عنه " قعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعيره " يوم النحر بمنى في حجة الوداع " وأمسك إنسان " وهو بلال رضي