للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

" كتاب الغسل "

الغسل لغةً: إن كان بضم الغين فهو إراقة الماء على البدن مع الدلك، وأما بكسرها فهو ما يغسل به من ماء وصابون ونحوه، وبفتح الغين اسم للماء الذي يغسل به خاصة، ونقل القاري (١): أنه بالضم مشترك بين الفعل المعروف، والماء الذي يغسل به، ومنه قول ميمونة: " وضعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غسلاً ". أما الغسل شرعاً فهو كما في " المنهل العذب " (٢) إيصال الماء إلى جميع ظاهر الجسد مع داخل الفم والأنف بنية رفع الحدث، ومع الدلك عند المالكية. ومن أسبابه: الجنابة وانقطاع دم الحيض والنفاس. والحكمة في الغسل: إزالة الفتور الذي يعقب الجنابة واستعادة القوة والنشاط البدني، ولهذا قال أبو ذر رضي الله عنه بعد اغتساله: " كأني ألقيت عني حملاً " قال ابن القيم (٣) " وفي الغسل والوضوء بعد الوطءِ من النشاط وطيب النفس، وإخلاف ما تحلل من الجماع وكمال الطهر، والنظافة، واجتماع الحار الغريزي إلى داخل البدن بعد انتشاره بالجماع، وحصول النظافة التي يحبها الله. اهـ. أمّا من الناحية النفسية فإن الإنسان بعد الجماع يحصل له نوع من التبلد الذهني الذي ينشأ عن ركود الدم (٤)، ومن رحمة الحكيم الخبير أنه


(١) المرقاة شرح المشكاة للقاري ج ١.
(٢) المنهل العذب شرح سنن أبي داود ج ١
(٣) زاد المعاد لابن القيم.
(٤) تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>