قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أْحَبُّ إلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا مِنَّا أحَدٌ إلَّا مَالُهُ أحَبُّ إِلَيْهِ، قَالَ:" فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أخَّرَ ".
ــ
١٠١٢ - " باب ما قدم من ماله فهو خير له "
١١٦١ - معنى الحديث: يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه قائلاً " أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله " يعني أي واحد منكم يحب مال وارثه الذي يتملكه من بعده أكثر مما يحب ماله الذي يملكه في حياته " قالوا: ما منا أحد إلاّ ماله أحب إليه " أي ليس هناك إنسان إلاّ ويجد نفسه يحب ماله الذي يملكه أكثر مما يحب مال غيره، لأن ما يملكه هو الوسيلة إلى تحقيق رغباته " قال: فإن ماله ما قدم " أي هو ذلك المال الذي يصرفه في حياته على نفسه، وصالح أعماله من حج، وزكاة، ووقف، وبناء مدرسة، وعمارة فسجد، ومستشفى، أو ينفقه على نفسه وعياله، لأنه هو الذي ينفعه في الدنيا والآخرة. الحديث: أخرجه أيضاً النسائي. والمطابقة: في قوله: " فإن ماله ما قدم ".
فقه الحديث: دل هذا الحديث على الترغيب في إنفاق المال في طرقه المشروعة من النفس والأهل والولد، وبذله في المشاريع الخيرية، فإن مال الإِنسان ما ينفقه في حياته، لا ما يتركه بعد مماته، وفي الحديث:" يقول ابن آدم: مالي مالي، وليس لك من مالك إلاّ ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت ".