للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٦١ - " بَابُ شِدَّةِ الْمَرَضِ "

١١٠٩ - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ:

" مَا رَأيْتُ أحَداً أشَدَّ عَلَيْهِ الْوَجَعُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ".

ــ

أنواع التعدي، ولو كان يسيراً " ولا غمّ " يعني ولا يصيبه كرب وضيق نفسي لسبب من الأسباب " حتى الشوكة " أي حتى الشوكة التي يصيبه بها غيره، أو حتى الشوكة التي تصيبه " إلاّ كفر الله بها من خطاياه " أي إلاّ كفر الله بها بعض خطاياه. والمعنى: أنه لا يصاب المسلم بأي مرض نفسي كالهم والغم وغيره، أو مرض بدني كالحمى والصداع ونحوه، أو تعدٍّ أو ظلم من غيره، حتى الشوكة يدْخِلُها غيره في جسده إلاّ كان ذلك غفراناً وتكفيراً لخطاياه.

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن مجرد الإِصابة بالمرض أو غيره من البلايا كفارة للخطايا كما ترجم له البخاري. قال القرافي: المصائب كفارات جزماً، " سواء اقترن بها الرضا أم لا، لكن إذا اقترن بها الرضا عظم التكفير والأجر، وقال الحافظ: والذي يظهر أن المصيبة إذا قارنها الصبر حصل التكفير، ورفع الدرجات، وإن لم يحصل الصبر، ولم يقع من الجزع ما يندم عليه من: قول أو فعل، فالفضل واسع، ولكن ينحط من منزلة الصابر، وإن حصل الجزع فيكون ذلك سبباً لنقص الأجر أو التكفير. ثانياً: البشارة العظيمة للمؤمن، لأن الله جعل " البلاء مكفِّراً له، وهو كما قال القسطلاني: لا ينفك عنه غالباً، فمن صبر فله أجران، أجر على مصيبته وأجر على صبره. الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في كونه أفاد أن الوصب وهو المرض كفارة للخطايا، وهو ما ترجم له البخاري.

٩٦١ - " باب شدة المرض " (١)

١١٠٩ - معنى الحديث: تقول عائشة رضي الله عنها "ما رأيت أحداً


(١) أي فضل شدة المرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>