٢٦٨ - عن أبِي مَسْعُودٍ الأنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
أنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْمُغِيرَةَ بْن شُعْبَةَ وقَدْ أخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمَاً بالْعِرَاقِ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغِيرةُ! ألَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أنَّ جبْريْلَ نَزَلَ فَصَلَّى فَصَلّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ صَلَّى فصَلّى رَسُولُ اللهَ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلّى فَصَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهَ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَالَ: بِهَذَا أمِرْتَ.
ــ
يجب عليه قضاؤها، ويصح منه ولا إثم عليه، وإن أخرها عن وقتها لغير عذر، وجب عليه القضاء وصح منه (١) مع الإثم والمعصية.
٢٢٧ - " باب مواقيت الصلاة "
٢٦٨ - معنى الحديث: أن المغيرة بن شعبة عندما كان والياً على الكوفة من قبل معاوية أخّر يوماً صلاة العصر عن وقتها المختار لانشغاله بمصالح المسلمين، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فلامه وعاتبه على ذلك " فقال: ما هذا يا مغيرة " خاطبه بهذا الاستفهام الإنكاري لتشديد اللوم عليه، أي كيف تفعل هذا الأمر الذي لا يليق بعامة الناس فضلاً عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكيف تؤخر الصلاة عن وقتها " أليس قد علمت " هكذا الرواية وهو استعمال صحيح إلاّ أن المشهور أن يقال: ألست قد علمت بأسلوب الخطاب، والاستفهام هنا استفهام تقريري لإقامة الحجة على المخاطب يعلمه، أي كيف تؤخر العصر عن وقتها المختار، وقد علمت " أن جبريل نزل " صبيحة يوم الإِسراء عند الزوال " فصلى " أي فلما زالت الشمس صلّى الظهر
(١) وهو مذهب الجمهور خلافاً لما ذهب إليه بعضهم من أنه إذا أخرها لغير عذر لم يصح قضاؤها.