أنهَا سَمِعَتْ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ:" أوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قدْ أوْجَبُوا " قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أنا فِيهِم؟ قَالَ:" أنتِ فيهِمْ " قَالَتْ: ثُمَّ، قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أوَّلُ جَيْش مِنْ أمَّتِي يَغْزُون مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ " فَقُلْتُ: أنَا فيهمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:" لا ".
ــ
٧٦١ - " باب ما قيل في قتال الروم "
أي هذا باب يذكر فيه ما جاء من الأحاديث في غزو الروم في عقر دارهم، ومحاربتهم على أبواب عاصمتهم القسطنطينية.
٨٦٤ - معنى الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بشر أصحابه في هذا الحديث بغزو الامبراطورية الرومانية مرتين، وفي معركتين: الأولى: معركة بحرية أخبر عنها - صلى الله عليه وسلم - بقوله:" أوّل جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا " أي أوّل معركة بحرية يغزو فيها المسلمون دولة الروم يكونون قد فازوا فيها بالشهادة، واستحقوا الجنة. وهذه المعركة هي غزوة قبرس التي غزى فيها عثمان بن عفان في السنة الرابعة والعشرين من الهجرة جزيرة قبرس في البحر الأبيض المتوسط.
" قالت " أي أم حرام رضي الله عنها: " قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم " فبشر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمّ حرام بالاشتراك في هذه الغزوة البحرية، وقد تحققت هذه البشري فاشتركت أم حرام في هذه المعركة، فلما رجعت وقعت من دابتها، فاندقت عنقها، وماتت شهيدة في سبيل الله. أما المعركة الثانية فهي معركة القسطنطينية، وهي أول غزوة غزا فيها المسلمون هذه المدينة، وفي هذا يقول - صلى الله عليه وسلم -: " أوّل جيش يغزو مدينة قيصر " أي يغزو