٦٧٧ - عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " أُمِرْتُ بِقَرْية تأكُلُ الْقُرَى، يَقُولُونَ يَثْرِب وهي الْمَدِينَةُ، تَنْفي النَّاسَ كمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ".
ــ
قطعها، وإنما كانت نخيلاً في حائط، وهي خارجة عن موضوع الخلاف، وأما كونه - صلى الله عليه وسلم - نهي عن قطعها لتجميل المدينة، فلا مانع من اجتماع هذه العلة مع التحريم، وقد ذكر مالك هذه العلة حيث قال في سبب النهي إنما نهى عن قطع سدر المدينة لئلا توحش وليبقى فيها شجرها ليستأنس ويستظل به من هاجر إليها، وقد قال الشافعي في القديم: يؤخذ سلب من فعل شيئاً من ذلك لأنّ سعد بن أبي وقاص أخذ رجلاً يصيد في حرم المدينة فسلبه ثيابه فجاءه مواليه فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" من أخذ أحداً يصيد فيه فليسلبه ثيابه " أخرجه أبو داود والبيهقي وهو مذهب بعض المالكية خلافاً للجمهور. ثانياًًً: التحذير الشديد من الابتداع في المدينة أو انتهاك حرمات الله فيها وأنه كبيرة. المطابقة: في قوله: " المدينة حرم ".
٥٨١ - " باب فضل المدينة وأضها تنفي الخبث "
٦٧٧ - معنى الحديث: يقول - صلى الله عليه وسلم -: أمرني الله تعالى أن أسكن مدينة عظيمة تفتح كل بلاد، الدنيا شرقاً وغرباً، وتبسط عليها سلطانها، قال ابن وهب: قلت لمالك: ما تأكل القرى: قال تفتح القرى، " يقولون: يثرب، وهي المدينة " أي يسمونها يثرب واسمها الإِسلامي الذي يليق بها هو المدينة " تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد " الكير هو الجلد الذي ينفخ به الحداد على النار، وقال أكثر أهل اللغة، هو حانوت الحداد نفسه " والمعنى "