للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٥ - " بَابُ الْحَيَاءِ في الْعِلْمِ "

٩٥ - عَنْ أمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ:

جَاءَتْ أمُّ سُلَيْم رَضِيَ اللهُ عَنْهَا إلى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إنَّ اللهَ لَا يَستحييَ مِنَ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرأةِ مِنْ غُسْل إذا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " إِذَا رَأتِ الْمَاءَ، فَغَطَّتْ أمّ سَلَمَةَ تَعْنِي وَجْهَها، وقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ وَتَحْتَلِمُ الْمَرأةُ؟ قَالَ: نَعَمْ تَرِبتَ يَمِينُكِ، فبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا".

ــ

٧٥ - " باب الحياء العلم "

٩٥ - معنى الحديث: تقول أم سلمة رضي الله عنها " جاءت أم سليم رضي الله عنها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن الله لا يستحي من الحق ".

وهو مقتبس من قوله تعالى: (وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) وإنما قالت ذلك تمهيداً لما تريد أن تطرحه من سؤال يستحي منه النساء، لعلاقته بالحياة الجنسية، ومعنى قولها هذا أنه لا حياء في العلم والدين، ولا في السؤال عما يتعلق به ولو كان في المسائل المتعلقة بالجنس. ثم قالت: " فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت " أي هل عليها غسل إذا رأت الجماع في نومها " فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأت الماء " أي نعم يجب عليها الغسل إذا رأت المني في ثوبها " فغطت أمُّ سلمة تعني وجهها " حياءً وخجلاً " فقالت: يا رسول الله وتحتلم المرأة " أى هل تحتلم وتنزل المني كالرجل " قال: نعم " تحتلم وتنزل مثل الرجل " تربت يمينك " ومعناها في الأصل التصقت بالتراب، وهو غير مقصود، ولكنها كلمة جارية على اللسان، ولا يقصد بها الدعاء على المخاطب كما أفاده القسطلاني " فيم يُشبهها ولدها " أي فلماذا يشبهها ولدها لو لم يكن

<<  <  ج: ص:  >  >>