١٩٢ - عَن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ورَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - في بَعْض أسُفَارِهِ حَتَّى إِذا كُنَّا بالبَيْدَاءِ، أو بِذَاتِ الْجَيْشِ، انْقَطعَ عِقْدٌ لِي، فأقَامَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلى الْتِمَاسِهِ، وأقامَ النَّاسُ مَعَهُ، ولَيْسُوا على ماءٍ، فَأتى النَّاسُ إلى أبي بَكْرٍ الصِّدِّيق فَقَالُوا: ألا ترى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ، أقامَتْ بِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَالنَّاس ولَيْسُوا
ــ
تيمم لفرض صلى بعده نفلاً دون العكس خلافاً لأبي حنيفة (١).
١٩٢ - معنى الحديث: تقول عائشة رضي الله عنها: " خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره " وهي غزوة بني المصطلق سنة ست من الهجرة، كما ذكره ابن عبد البر وابن سعد وابن حبان، وقيل: إنها غزوة أخرى بعد غزوة المريسيع التي وقعت فيها قصة الإِفك، وأن العقد ضاع في الغزوتين " حتى إذا كنا بالبيداء، أو بذات الجيش " موضعان بعد ذي الحليفة " انقطع عقد لي " وكان من جَزْعِ ظفار بفتح الجيم وسكون الزاي وهو خرز يماني يجلب من ظفار على ساحل البحر، " فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسه " أي نزل - صلى الله عليه وسلم - هناك للبحث عنه " وليسوا على ماء " إلخ، أي ولا يوجد في ذلك المكان ماء، ولا يحملون معهم ماءً " فأتى الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة " إلخ، أي فجاء الناس إلى أبي بكر يشتكون إليه ما صنعتْ بهم عائشة، حيث كانت السبب في إقامتهم بذلك
(١) فإنه يرى التيمم بدل مطلق عن الوضوء، والغسل، يصلى به ما شاء من فرض أو نفل، وسواء كانت فريضتين أو أكثر، سواء كان نفلاً بعد فرض، أو فرض بعد نفل. اهـ.