التفسير لغة: كما قال الحافظ: التفْصيل، من الفسْر، وهو البيان، تقول: فسرت الشيء بالتخفيف، أفسِرُهُ (١) فسراً، وفسَّرته بالتشديد أفسِّره تفسيراً إذا بينته، وأصل الفسر نظر الطبيب إلى الماء -أي البول- ليعرف العلة.
والتفسير في لسان الشرع: كما قال بعضهم: علم يعرف به فهم كتاب الله تعالى المنزل، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه، واستمدادُه من علم النحو والصرف واللغة والبيان وأصول الفقه والقراءات والناسخ والمنسوخ إلى آخره.
ويقول شيخ الإِسلام ابن تيميّة: الاختلاف في التفسير على نوعين، منه ما مستنده المنقول فقط، ومنه ما يعلم بغير ذلك، والمنقول إما عن المعصوم أو غيره، فما كان منه منقولاً نقلاً صحيحاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قُبِل، وما لا بأن نقل عن أهل الكتاب، ككعب ووهب، توقفنا عن تصديقه وتكذيبه، وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أسكن مما نقل عن التابعين، لاحتمال أن يكون سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأما التفسير بغير المنقول فهو بيان مقاصد القرآن استناداً إلى الفهم الصحيح القائم على معرفة لغة العرب وأساليبها، وعلوم القرآن ووجوه الإِعراب، والناسخ والمنسوخ، وأصول الفقه، والتشريع الإِسلامي إلى غير ذلك من العلوم والمعارف، ولا يقتصر هذا التفسير على مجرد النص الحرفي المنقول عن الصحابة والتابعين، وإنما يعتمد على الفهم الشخصي المستند إلى الكتاب والسنة.
أما التفسير الذي عناه البخاري: وترجم له بقوله " كتاب التفسير " فهو النوع الأوّل، وهو التفسير المأثور المنقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو الصحابة أو التابعين، ولم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك إلَّا النزر اليسير، ومن أشهر مفسري الصحابة