٤٦٩ - " باب على كل مسلم صدقة فمن لم يجد فليعمل بالمعروف "
٥٥٣ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " على كل مسلم صدقة "، أي: أن الصدقة بغير الزكاة المفروضة حق مطلوب من كل مسلم؟ أن يؤديه ندباً واستحباباً، فيستحب لكل مسلم أن يتصدق مهما كانت ظروفه وأحواله، فلما سمع الصحابة ذلك ظنوا أن الصدقة المطلوبة من كل مسلم هي " الصدقة بالمال "" فقالوا: فمن لم يجد؟ "، أي: فمن كان فقيراً لا يملك مالاً يتصدق منه ماذا يصنع، فبين لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ليس المقصود من الصدقة صدقة المال فقط، وإنما هي شيء آخر أعم وأشمل، وهو " صنع المعروف "(١) سواء كان بالمال أو بالبدن واللسان، كما وضح ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في بقية الحديث حيث " قال: يعمل بيده، لينفع نفسه ويتصدق " أي إن لم يجد مالاً حاضراً يتصدق منه. فعليه أن يسعى لتحصيله وكسبه بالعمل في أي مهنة شريفة يحصل منها على المال الحلال، فينفق على نفسه ويتصدق على غيره، " قالوا: فإن لم يجد، قال يعين ذا الحاجة الملهوف " أي قالوا:
(١) أي القيام بأي عمل ينفع الناس ويعود عليهم بالخير سواء كان مالياً أو بدنياً أو لسانياً.