للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥٦ - " بَابُ الْحِرَابِ والدَّرَقِ يَوْمَ الْعِيدِ "

٤١٩ - عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: " دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيانِ بِغَنَاءِ بُعَاثٍ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاش، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أبو بَكْرٍ فَانتهَرَنِي، وَقَالَ: مِزْمَارَة الشيطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ

ــ

٣٥٦ - " باب الحراب والدرق يوم العيد "

أي اللعب بالحراب جمع حربة، وهي آلة حربية أصغر من الرمح، والدرق جمع درقة وهي الترس الذي يتقى به في الحروب من السيوف وغيرها.

٤١٩ - معنى الحديث: تقول عائشة رضي الله عنها: " دخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان " (١)، أي صبيتان، " تغنيان بغناء بعاث " (بضم الباء وفتح العين) وهو موضع في ديار بني قريظة بالمدينة فيه أموالهم، وفيه وقعت المعركة المشهورة بيوم بعاث، التي كانت فيها المقتلة العظيمة للأوس والخزرج، والتي استمرت الحرب فيها مائة وعشرين سنة، إلى ظهور الإسلام بالمدينة وهجرة خير الأنام - صلى الله عليه وسلم - إليها. وموضعها في مكان المزرعة المعروفة اليوم (بالمبعوث) شرقي المدينة بقرب (العريض) أي أن الجاريتين كانتا تنشدان الأشعار الحماسية التي قيلت في المفاخرة بذلك اليوم، " ودخل أبو بكر فانتهرني " أي فأنكر عليّ ذلك الغناء، وزجرني بشدة، " وقال: مزمارة الشيطان " بحذف همزة الاستفهام أي أصوت الغناء والملاهي الشيطانية أسمعه من منزل النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال العيني: قوله: " مزمارة الشيطان " يعني الغناء، أو الدف، وإضافتها إلي الشيطان من جهة أنها تلهي وتشغل القلب عن ذكر


(١) تثنية جارية، وهي الصبية قبل البلوغ.

<<  <  ج: ص:  >  >>