٨٩٣ - عن عمران بن حُصَيْن رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
"دَخَلْتُ على النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بالبَاب، فَأتَاهُ نَاسٌ من بني تَمِيم فَقَالَ: اقبَلُوا البُشرى يا بني تَمِيم، قَالُوا: قد بَشِّرتَنَا فأعْطِنَا مَرَّتَيْنِ، ثم دَخَلَ عَلَيْهِ نَاس مِن أهلِ اليَمَنِ فَقَالَ: اقْبَلُوا البُشرْى يا أهلَ
أي هذا باب يذكر فيه من الأحاديث ما يتعلق بتفسير قوله تعالى:(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) معناه أنه تعالى هو الذي بدأ خلق هذه الكائنات أول مرة على غير مثال سابق، وهو الذي يعيدها مرة أخرى عند بعثها، والإِعادة أهون من البداية، وإن كان الله تعالى يستوي أمام قدرته كل شيء.
٨٩٣ - معنى الحديث: أن عمران بن حصين يقول: " دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعقلت ناقتي " أي ربطت ناقتي، ثم دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا والواو المطلق الجمع، لا تفيد ترتيباً ولا تعقيباً " فأتاه ناس من بني تميم، فقال: اقبلوا البشري يا بني تميم " بما أتحدث به إليكم " قالوا: قد بشرتنا فأعطنا مرتين " أي فقال الأقرع بن حابس: قد بشرتنا أن تعطينا فأعطنا، قال ذلك مرتين، لأن جُلَّ اهتمامهم كان بالدنيا، فلم يفهموا من البشرى إلّا العطاء المادي فقط، بينما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقصد بالبشرى أن يخبرهم عن وجود الله تعالى قبل كل موجود، وخلقه لكل موجود، وسماه بشرى لأنه يتعلق بتوحيد الربوبية الذي هو أصل من أصول العقيدة الإِسلامية التي يترتب عليها الفوز بالجنة والنجاة من النار. قال: "ثم دخل عليه ناس من أهل