بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْه لِيَصِلَ الصَّفَّ، وظَنَّ أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَارِجٌ إلى الصَّلَاةَ فَأشَارَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -أنْ أتِمُّوا صَلَاَتكُمْ، وأرْخَى السِّترَ، فَتُوُفيَ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ يَوْمِهِ".
ثَقُلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: " أصلَّى النَّاسُ؟ " قُلْنَا: لا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ،
ــ
أن نفتتن" أي فعزمنا على الخروج من الصلاة، فنقع في الخطأ من شدة فرحنا به " فنكص أبو بكر رضي الله عنه ليصل الصف " أي تراجع إلى الوراء ليقف في الصف ويدع الإمامة للنبي - صلى الله عليه وسلم - " فأشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أتموا صلاتكم " أي فأشار إليهم بإتمام الصلاة خلف الصديق رضي الله عنه.
ويستفاد منه: أن أحق الناس بالإمامة أعلمهم وأفقههم، وهو مذهب الجمهور لأنّه - صلى الله عليه وسلم - استخلف الصديق في الإمامة لتفوقه على غيره في الفقه، وإن كان يوجد من هو أقرأ منه، خلافاً لأحمد حيث قال: أحق الناس بالإمامة أقرؤهم لحديث أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله ... إلخ " أخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجه، وأجاب عنه الجمهور بأنه كان الأقرأ في عصر النبوة هو الأعلم غالباً (١).
الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في قوله: " إن أبا بكر كان يصلي بهم " حيث قدِّمَ للإمامة لأنه أعلم الصحابة.
٢٧٤ - " باب إنما جعل الإِمام ليؤتم به "
٣٢١ - معنى الحديث: تقول عائشة رضي الله عنها "ثقل النبي
(١) ولذلك عبر بالأقرأ لأنه يكون أقرأ وأعلم فيجتمع فيه مزيتان كثرة القراءة وغزارة العلم.