٤٣٨ - عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مِفْتَاحُ الْغَيْب خَمْسٌ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ، لَا يَعْلَمُ أحدٌ مَا يَكُونُ في غَدٍ، ولَا يَعْلَمُ أحدٌ مَا يَكُونُ في الأرحَامِ،
ــ
ومعنى الحديث: أن الله عز وجل قد نصر نَبِيَّهُ برج الصبا في غزوة الخندق، حيث سلطها الله على قريش وغطفان، فكفأت قدورهم، واقتلعت خيامهم، وأَنزلت في قلوبهم الرعب فعادوا خاسئين، " وأهلكت عاد بالدبور " وهي ريح تهب من الغرب سلطها الله على قوم هود سبع ليال وثمانية أيّام حسوماً فأهلكتهم وقضت عليهم. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي.
ويستفاد منه: أن بعض الرياح نصر ورحمة كالصَّبا، وبعضها عذاب كالدبور. والمطابقة: في كون الترجمة جزءاً من الحديث.
٣٧٣ - " باب لا يدري متى يجيء المطر إلاّ الله "
٤٣٨ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " مفتاح الغيب خمس "، وإنما وصف هذه الخمسة وسماها مفتاح الغيب، لأنها أهم الأمور الغيبية التي حجبها الله عن علم الإِنسان وإدراكه الحسي والعقلي، ولأن بعض الكهنة والعرافين يدّعي العلم بها، ولهذا ذكرها - صلى الله عليه وسلم -، ونفى أن يعلم بها أحد، فقال: " لا يعلمها إلّا الله "، وهو مصداق قوله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ) ... إلخ. قال قتادة: في الآية خمس من الغيب استأثر الله بهن، فلم يطلِع ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً " لا يعلم أحد ما يكون في غد " أي لا يعلم ما ينطوي عليه الغد من خير أو شر، ولو كان نبياً إلاّ بواسطة الوحي المنزل عليه. " ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام " من ذكر أو أنثى، أسود