أنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى طَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ ثم قَالَ:" قُومُوا فَلأصَلِّي لَكُمْ " قَالَ أنسٌ: فَقُمْتُ إلى حَصِيرٍ لَنَا
ــ
منا طرفاء الغابة كما في رواية أبي داود " عمله فلان مولى فلانة " أي صنعه ميمون مولى فكيهة الأنصارية زوجة سعد بن عبادة " وقام عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين عمل " أي واتخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أوّل الأمر محراباً، فوقف يصلّي فيه " فاستقبل القبلة وكبَّر، وقام الناس خلفه، فقرأ وركع، وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى " أي فلما أراد أن يسجد رجع إلى الوراء ليتمكن من السجود " فسجد على الأرض " قال الخطابي: وكان المنبر ثلاث مراقي، فلعله قام على الثانية منها، فليس في نزوله وصعوده إلّا خطوتان.
ويستفاد من الحديث ما يأتي: أولاً: جواز ارتفاع الإِمام عن المأمومين، وهو مذهب الجمهور مع الكراهة، ومنع مالك من ذلك لحديث " إذا أم الرجل القوم فلا يقف في مكان أرفع من مكانهم " أخرجه أبو داود. ثانياً: أن العمل اليسير لا يبطل الصلاة. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي وابن ماجة. والمطابقة: في قوله: وقام عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
١٨٠ - " باب الصلاة على الحصير "
٢١٩ - معنى الحديث: يحدثنا أنس رضي الله عنه " أن جدته مُلَيكةً " أي أن جدته لأمّه (١) واسمها مليكَة "دعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى
(١) لأن والدته أم سليم بنت مليكة كما أفاده ابن سعد.