" قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " كَيْفَ أنتمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وإمامُكم منكم ".
ــ
أن عيسى جزء من (١) الله، وتلا قوله تعالى:(إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) زعم أن قوله تعالى: (وَرُوحٌ مِنْهُ) يدل على أن عيسى جزء من الله تعالى بناء على أن " من " للتبعيض فقرأ المروزي قوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ) وقال: إذن يلزم أن تكون جميع تلك الأشياء جزءاً من الله تعالى فانقطع النصراني، واقتنع بحجة المروزي وهداه الله للإسلام فأسلم، وحسن إسلامه وفرح الرشيد بذلك فرحاً عظيماً، وكافأ المروزي مكافأة عظيمة. ثانياً: أن في هذا الحديث علاقة متينة بقوله تعالى حكاية عن قول عيسى: (إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) فوصف نفسه بالعبودية والنبوة، وفي هذا حجة قاطعة على كذب النصارى في دعواهم أن عيسى ابن الله. الحديث: أخرجه أيضاً الترمذي في " الشمائل " والمطابقة: في قوله - صلى الله عليه وسلم -: " كما أطرت النصارى ابن مريم ".
٨٠٦ - " باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام "
٩٣٢ - معنى الحديث: يحدثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث عن نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، حيث ينزل كما رواه مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، واضعاً كفيه على أجنحة ملَكين، إذا طأطأ رأسه